إنها "وفا"
بقلم الصحفي محمد أبو فياض
لا اعرف كيف ابدأ في الحديث والكتابة عن وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا". لان كتابتي عنها قد تعتبر شهادة مجروحة او دفاع عن ناجح قذف بحجر كي يعاق تقدمه وتوقف مسيرته، من ذميم لا يظهر إلا في الظلام.
لكن ما كثر من هرج ومرج وحديث إفك في الايام الماضية، حول "وفا"، اخرجني عن صمتي وطوري، وألزمني بل ودفعني لكتابة كلمات بسيطة هي بمثابة شهادة على مرحلة لبيت عشت فيه ولا زلت اعيش فيه، ونحو أم ربتني ورعتني وعلمتني وعشت في كنفها، ولا استطيع نكران جميلها.
لا ينقص من شأنك وعظم وشموخك يا "وفا"، ان ترمى بحجر او بإفك من قبل اناس هم حاضنات للخطاً. فمن لم يكن منكم بخطيئة فليرمني بحجر. لكن ان ترميني بحجر وانت منتج ومفرخ للأخطاء، وانت تتهافت على قصعتي، فإنها المهانة والذل عليك ايها الذميم المتهافت، الذي لا توصف إلا بأنك خفاش ليل.
إنها "وفا"، أيها الخفاش.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف منظمة التحرير الفلسطينية.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الخالد فينا ياسر عرفات.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الرئيس محمود عباس.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الوطنية.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الغلابة ام الجماهير "فتح".
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الفدائي.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف التضحية.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف النضال الفلسطيني في الوطن والشتات.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الأخلاق.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الأمانة.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الانتماء.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الوفاء.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف العطاء.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الخبر الصادق.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف المهنية.
من لا يعر ف "وفا"، لا يعرف الصورة الصادقة.
قلت لكم في بداية حديثي، ان كتابتي هي شهادة مجروحة، لكن مستعد لتحمل ما يقال عني بعد هذه الشهادة، لأن حديثي عن بيتي وأمي ليس بخطيئة، بل هو قمة الوفاء والطاعة والعطاء والبر.
كنت اسمع عن "وفا" منذ كنت طفلا، حين كانت تذكر وتنقل الاخبار عنها، وهي في تونس، ومن قبلها في لبنان، حين عملت بها قبل اكثر من عشرين عاما في غزة، عرفت "وفا" عن قرب.
"وفا" التي لم تتوقف يوماً عن العمل، حتى حين قيام السلطة الوطنية، سأل الراحل الشهيد المعلم الأول ياسر عرفات استاذنا سليمان ابو جاموس "سليمان وفا"، في المنتدى مقر الرئاسة الفلسطينية على ساحل بحر غزة، هل صدرت "وفا" يا سليمان. فرد عليه "سليمان وفا"، أبو رمزي رحمه الله، وهل توقفت "وفا" يوماً عن اصدار نشرتها سيدي الرئيس؟. طبعا صدرت "وفا" فهي لم تتوقف تحت نيران القصف في لبنان، وحين خرجنا من بيروت، فهل ستتوقف وهي على ارض الوطن؟.
كنا نعمل باستمرار ونصل الليل بالنهار وعلى مدار الساعة، لم نتوقف للحظة عن العمل وسنبقى، وهذا ما ورثناه عن من علمنا من اساتذتنا، الذين قصى بعضهم نحبه، والآخر الذي تقاعد أطال الله عمره، نسير على درب من تعلمنا منهم كتابة الخبر، لأننا دخلنا "وفا" قبل أكثر من عشرين عاماً، ونحن نعرف كيف نحصل على الخبر، ولا نعرف كيف نحرره. وهم علمونا كيف نحرره، سنعلم ما تعلمناه منهم لمن سيتعلم على أيدينا.
"وفا" كانت وما زالت مصدر رزق لمئات الصحفيين وعشرات المواقع الاخبارية، التي تأخذ اخبار "وفا" نسخ دون ذكر المصدر، حتى اولئك الذين تطاولوا عليها بإفكهم.
عفوا لا ترمونا بحجارتكم السامة وانتم تقتاتون من صنيع ايدينا، فلو قررنا عدم صناعة هذا القوت، ستموتون جوعاً لكن انتماؤنا الوطني في "وفا" الوطنية، ومهنيتنا الصادقة لن يوقف عملنا في صناعة القوت يوما لكم، وسنورث من خلفنا ما تعلمناه ممن سبقنا.
"وفا" انتصرت لصالح الوطنية وستنتصر لها باستمرار مهما كان الثمن. فـ"وفا"، وطاقمها عمل تحت الاحتلال الإسرائيلي، وسيعمل تحت هذه الحراب مهما كان الثمن، وقدم ضريبة ذلك الشهداء في الوطن والشتات، بل ويوجد الجرحى والمعاقين في "وفا" الذي اصيبوا خلال عملهم الفدائي في "وفا". بل كادت يوماً ان تفرمنا دبابات الاحتلال تحت جنازيرها ونحن نعمل على مفترق المطاحن في قطاع غزة، وحوصر زملائنا مع ابو عمار في المقاطعة وكنا نأخذ منهم الخبر وهم في الحصار.
حدث الانقلاب الدموي في غزة، ونهبت معدات "وفا" من الانقلابيين، ورغم ذلك، واصلنا العمل من بيوتنا لأكثر من شهر بعد حدوث الانقلاب، حتى تمكن الزملاء في شق الوطن الثاني في الضفة الغربية من مواصلة المسيرة والعمل بسواعد زملاء كانوا طاعنين في السن لم يمنعهم كبر سنهم عن العمل واستمر العمل وواصلت "وفا" مسيرتها من جديد ولم تتوقف كعادتها.
لم يقتصر عملنا على الخبر اليومي، بل هناك القصة والتقرير الصحفي والتقرير الحقوقي القانوني الذي تنفرد به "وفا"، من بين وسائل الاعلام التي تنقله دون ذكر "وفا" كمصدر للخبر.
ورغم عملنا في "وفا" في وضح النهار، دون ان تكون لدينا أي غرف مظلمة ولا خطيئة نستتر منها، تخرج علينا فئة ضالة من خفافيش الليلة بإفكها محاولة تشويه "وفا"، ومسيرتها النضالية.
من لا يعر ف "وفا" يتطاول عليها من الاقذام.
عفواً لتنحني الهامات، ولتنخفض القامات، ولتذهب كل المكانات والمواقع والمقامات، ولتصمت الالسن ولتحمر الوجوه خجلا عند ذكر اسم "وفا" ومسيرتها الوطنية والمهنية.
"وفا" قامة عظيمة ستواصل عملها وتستمر في مسيرتها ولن يثنيها ولن يخيفها عواء ذئاب الليل.
سنبقى نعمل ونرمي بثمارنا على الجميع. على من يرمينا بحجره، ومن لا يرمينا بحجر. لكن ثمارنا ستطال من يرمينا بالحجر اكثر من غيره، لأنه لا ترمى بحجر إلا الشجرة المثمرة.
اقول لأتباع المارقين والخارجين عن الصف الوطني. لا ننتظر شهادة ولا براءة منكم، فلم ولن نكون يوما متهمين. تحاولون الولجوج لمنظومتنا القيمية والأخلاقية والمساس بها، ولن تتمكنوا من ذلك، وسنتصدى لكم وستبقى "وفا" عصية عليكم. لأنها وطنية ومهنية وستواصل العمل بوطنية ومهنية وبكفاءة ورثناها نحن العاملون ممن سبقا في العمل، وسنورثها لمن بعدنا، نورثهم الوطنية والمهنية والكفاءة والفدائية. ولن نورثهم درهم ولا دينار. جعلوه هدفا لهم كي يشوهوا الوطنيون.
وهنا يقول الله تعالى في سورة النور بسم الله الرحمن الحيم: " إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم" ( 11 ) ) .
ويقول كذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
( سورة الحجرات).
وفي الأثر الشعبي يقولون "القافلة تسير والكلاب تنبح. قل ما شئت بمسبتي. فسكوتي عن اللئيم هو الجواب لست عديم الرد لكن. ما من اسد يجيب على الكــــلاب". وهذا هو الرد الوحيد على الاشخاص الحاقدين.
أحيانا تجد هناك مجموعة من الاشخاص ينتظرون منك أن تخطئ للايقاع بك مهما كنت متميزا وناجحا عنهم. فهؤلاء الحاقدين يعانون من جميع الامراض النفسية والعصبية التي اصيبوا بها نتيجة لاحساسهم بالعجز أمام ما تفعله انت. علاوة على أن هؤلاء الحاقدين مصابون بالنقص وجميع أعراض الغيره، بل انه يسير في عروقهم كالدم تمام. ويعانون من مرض الكراهية والعداء والحقد وشفائهم صعب وما يرضيهم اصعب عليك انت. والأصعب حينما تكتشف ان هؤلاء الحاقدون قدمت لهم يد العون في الماضي وقد يكونوا من اقرب الناس اليك .
في الحقيقة ان البعض يظنون انفسهم اقوياء وأذكياء، إلا انه من الناحية العلمية والنفسية هم اضعف واجبن واجهل البشر ولكي يغطون على ضعفهم وجبنهم وجهلهم يمتهنون دائماً النفاق والكذب وعدم المواجهة وأنا شخصيا اشفق عليهم.
اعتبر أن الأفك الذي أصاب "وفا"، طبيعي لأن الصواعق لا تصيب إلا القمم الشاهقة، لذلك عليكم زملائي ألا تشعروا بالحزن عندما تصل "وفا" إلى أعلى القمة، فتتفاجأ بصواعق بشرية. حينها تذكروا أن الصاعقة لا تضرب إلا القمم، ويا "وفا" وعامليك وقيادتك أنت القمة بتاريخك المشرف وعملك الناجح. وتذكروا الآن لولا أن في "وفا" قد وصلت إلى القمة، لما أصابتها الصاعقة، التي لن تمسها، لأنها ستحافظ على القمة، ولن نلتفت نحن العاملون فيها، إلى الصواعق البشرية، التي لابد لها ترحل يوماً.
يا من رميتمونا بإفككم بحق "وفا"، من كان منكم بخطيئة فلا يرمني بحجر، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرممني بهذا بحجر، لأنه لا ترمى بالحجر إلا الشجرة المثمرة، ولن نأسف ولن نحزن ولن نشتكي، ان كان من رمى هذا الحجر هو ناقص وذميم، بل سنسير إلى الأمام بكل ثقة لنثبت لهم رمانا بحجره، بأننا الأقوى والأقدر وأنه هو الضعيف الهزيل.
وكما قال الشابي: سأعيش رغم الداء والأعداء. كالنسر فوق القمة الشماء.
بعد كل هذا هل عرفتم "وفا"؟.
//انتهى//
تنويـــه : اشترك بالعاجل للفلسطينية ا أرسل النص FOLLOW pressps من موبايلك برسالة قصيرة الى الرقم 37373 من شركة جوال او الرقم 40404 من شركة الوطنية موبايل / الخدمة مجانا
=================================
**** الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام ****
*** The Palestinian Network for Press and Information ***
للـنـشــــر : groupnasr@googlegroups.com
للمراسلة: info.pressps@gmail.com
الموقع الإلكترونى : Www.pressps.com
الشبكة عبر الفيس بوك : http://www.facebook.com/palestine.press
الشبكة عبر التويتر : https://twitter.com/pressps
=================================
زملائنا الكرام // " الفلسطينية " عطاء لا متناهى .. عمل بلا حدود .. إلتزام بالأخلاق .. عطاء بلا حدود .. عنوان للتميز ...
=================================
اخلاء مسؤولية: جميع المشاركات في الشبكة تعبر فقط عن رأي مرسلها
فنحن لا نتبنى اي طرح سياسي و ما يرد علينا ننشره و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظرنا
---
تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة "الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام" في مجموعات Google.
للنشر في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى groupnasr@googlegroups.com.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق